فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة ص:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السورة:
فيه حديث أُبي الواهي: «مَن قرأَ سورة ص كان له بوزن كلّ جبل سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ذنب صغير أَو كبير».
وحديث علي مثله: «يا علي من قرأَ {ص والقرآن} فكأَنما قرأَ التَّوراة، وله بكلِّ آية قرأَها ثوابُ الأَسخياء». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة ص:
المقصود منها بيان ما ذكر في آخر الصافات من أن جند الله هم الغالبون- وإن رئي أنهم ضعفاء، وإن تأخر نصرهم- غلبة آخرها سلامة للفريقين، لأنه سبحانه واحد لكونه محيطا بصفات الكمال كما أفهمه آخر الصافات من التنزيه والحمد وما معهما، وعلى ذلك دلت تسميتها بحرف ص لأن مخرجه من طرف اللسان، وبين أصول الثنيتين السفليتين، ولهمن الصفات الهمس والرخاوة والإطباق والاستعلاء والصفير، فكان دالا على ذلك لأن مخرجه أمكن مخارج الحروف وأوسعها وأخفها وأرشقها وأغلبها، ولأن ما له من الصفات العالية أكثر من ضدها وأفخم وأعلى وأضخم، ولذلك ذكر من فيها من الأنبياء الذين لم يكن على أيديهم إهلاك، بل ابتلوا وعرفوا وسلمهم الله من أعدائهم من الجن والإنس، وإلى ذلك الإشارة بما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره من أن معناه: الله صادق فيما وعد، أو صدق محمد صلّى اللّه عليه وسلم، أو صاد محمد صلّى اللّه عليه وسلم، قلوب الخلق واستمالها، وبه قرأ أبو عمرو في رواية شاذة على أنه فعل ماض من الصيد، وقرأ الحسن وغيره بكسر الصاد على أنه أمر من المصاداة وهي المعارضة أي عارض بما أنزلناه إليك الخلائق وجادلهم به فإنك تغلبهم لأن الصدق سيف الله في أرضه، ما وضعه على شيء إلا قطعه، وقد انبسط هذا الصدق الذي أشار إليه الصاد على كل صدق في الوجود فاستمال كل من فيه نوع من الصدق، ولهذا قال في السورة التي بعدها: {والذي جاء بالصدق وصدق به} [الزمر: 33] فذكر هؤلاء الأنبياء عليهم السلام شاهد وجودي على ما هو معنى الصاد عند العلماء الربانيين من أنه مطابقة ما بين الخلق والأمر، وتسمى سورة داود عليه السلام-كما قاله ابن الجوزي رحمه الله- وحاله صلّى اللّه عليه وسلم أدل أحوال من فيها من الأنبياء على هذا المقصود، لما كان فيه من الضعف أولا والملك آخرا. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {ص والقرآن}:

السّورة مكِّيّة إِجماعًا.
وآياتها ثمان وثمانون في عدّ الكوفة، وستّ في عدّ الحجاز، والشام، والبصر، وخمس في عَدّ أَيّوب بن المتوكِّل وحده.
وكلماتها سبعمائة واثنتان وثلاثون.
وحروفها ثلاثة آلاف وسبع وستّون.
المختلف فيها ثلاث: {الذكر} ، {وغوّاص} ، {وَالْحَقَّ أَقُولُ}.
مجموع فواصل آياتها صدّ قُطْرُب مَن لجّ.
ولها اسمان سورة صاد؛ لافتتاحها بها، وسورة داود؛ لاشتمالها على مقصد قصَّته في قوله: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا داود ذَا الأَيْدِ}.

.معظم مقصود السورة:

بيان تعجّب الكفَّار من نبوّة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، ووصف المنكرين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاختلاق والافتراءِ، واختصاص الحقِّ تعالى بمُلْك الأَرض والسّماءِ، وظهور أَحوال يوم القضاءِ، وعجائب حديث داود وأُوريَا وقصّة سليمان في حديث المَلَك، على سبيل المِنَّة والعطاءِ، وذكر أَيّوب في الشفاءِ، والابتلاءِ، وتخصيص إِبراهيم وأَولاده من الأَنبياءِ، وحكاية أَحوال ساكنى جَنَّةِ المأْوَى، وعجز حال الأَشقياءِ في سقر ولَظَى، وواقعة إِبليس مع آدم وحوّاء وتهديد الكفَّار على تكذيبهم للنبىّ المجتبى في قوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ}.

.الناسخ والمنسوخ:

فيها من المنسوخ آيتان: {إِن يُوحَى إِلَيَّ} م آية السّيف ن {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} م آية السّيف ن. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة ص:
مسألة: قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)} وفى سورة ق: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)} الأول بالواو والثانى بالفاء؟
جوابه:
أن ما قبل سورة ق يصلح سببا لما قالوا بعده، فجاء بالفاء. وما قبل سورة ص لا يصلح أن يكون سببا لقولهم: {سَاحِرٌ كَذَّابٌ} فجاء بالواو العاطفة.
مسألة: قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا داود} ما وجه تعلق صبره بذكر داود؟.
جوابه:
لما استعجلوا العذاب في قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا} همَّ رسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء بنزول العذاب عليهم فأمره الله تعالى بالصبر عليهم وأن يذكر داود حيث دعا على الخطائين فابتلى بخطيئته.
مسألة: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ} و{إِنَّمَا} يفيد الحصر. وقال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}.
جوابه:
أن ما يتقدمه التخويف يناسب أن يليه الإنذار. وها هنا كذلك لأنه جاء بعد ذكر جهنم والنار وعذاب أهلها ومحاجتهم فيها. وآية تقدمه الترجيه أو التخويف والترجيه يليها الوصفان. وآية الأحزاب كذلك، وكذلك آية فاطر، لما تقدم الأمران قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. والله أعلم. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

ومن المتشابهات: قوله تعالى: {وَعَجِبُواْ أَن جَاءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ} بالواو، وفى ق: {فقال} بالفاءِ؛ لأَنَّ اتَّصاله بما قبله في هذه السّورة معنوى، وهو أَنَّهم عجِبُوا من مجئ المنذر وقالوا: هذا المنذر ساحر كذاب، واتِّصاله في ق معنوىّ ولفظىّ؛ وهو أَنهم عجبُوا، فقالوا: هذا شئ عجيب. فراعى المطابقة بالعَجُزِ والصّدر، وختم بما بدأَ به، وهو النّهاية في البلاغة.
قوله: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا} وفى القمر {أَأُلْقِيَ} لأَنَّ ما في هذه السّورة حكاية عن كفَّار قريش يُجيبون محمّدا صلى الله عليه وسلم حين قرأَ عليهم {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} فقالوا: أَأُنزل عليه الذكر.
ومثله {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} و{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} وهو كثير.
وما في القمر حكاية عن قوم صالح.
وكان يأْتى الأَنبياءَ يومئذ صحفٌ مكتوبة، وأَلواح مسطورة؛ كما جاءَ إِبراهيمَ وموسى.
فلهذا قالوا: {أَأُلْقِيَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} مع أَنَّ لفظ الإِلقاء يستعمل لما يستعمل له الإِنزال.
قوله: {وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا} وفى الأَنبياءِ: {مِنْ عِنْدِنَا} لأَنَّ الله- سبحانه وتعالى- ميّز أَيُّوب بحسن صبره على بلائه، من بين أَنبيائه، فحيث قال لهم: من عندنا قال له: منَّا، وحيث لم يقل لهم: من عندنا قال له: من عندنا فخصت هذه السورة بقوله: منا لما تقدم في حقهم {من عندنا} في مواضع.
وخُصّت سورة الأَنبياء بقوله: {من عندنا} لتفرّده بذلك.
قوله: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ} وفى ق: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ} إِلى قوله: {فَحَقَّ وَعِيْد} قال الإِمام: سورة ص بُنيت فواصلها على رَدْف أَواخرها بالأَلف؛ وسورة ق على ردف أَواخرها بالياءِ والواو.
فقال في هذه السّورة: الأَوتاد، الأَحزاب، عقاب، وجاءَ بإِزاءِ ذلك في ق: ثمود، وعيد، ومثله في الصافات {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} وفى ص {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} فالقصد إِلى التَّوفيق بين الأَلفاظ مع وضوح المعانى.
قوله في قصّة آدم: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ} قد سبق. اهـ.

.قال الكَرْماني:

سورة ص:
قوله تعالى {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون} بالواو وفي ق {فقال} بالفاء لأن اتصاله بما قبله في هذه السورة معنوي وهو أنهم عجبوا من مجيء المنذر وقالوا هذا المنذر ساحر كذاب واتصاله في ق معنوي ولفظي وهو أنهم عجبوا فقالوا هذا شيء عجيب 2 فراعى المطابقة والعجز والصدر وختم بما بدأ به وهو النهاية في البلاغة.
قوله: {أأنزل عليه الذكر من بيننا} وفي القمر {أألقى الذكر عليه من بيننا} لأن ما في هذه السورة حكاية عن كفار قريش يجيبون محمدا صلى الله عليه وسلم حين قرأ عليهم {أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فقالوا أنزل عليه الذكر من بيننا} مثله {لحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} هو كثير.
وما في القمر حكاية عن قوم صالح وكان يأتي الأنبياء يومئذ صحف مكتوبة وألواح مسطورة كما جاء إبراهيم وموسى فلهذا {قالوا أألقى الذكر عليه} 25 مع أن لفظ الإلقاء يستعمل لما يستعمل له الإنزال.
قوله: {مثلهم معهم رحمة منا} في الأنبياء {حمة من عندنا} لأن الله سبحانه وتعالى ميز أيوب بحسن صبره على بلائه بين أنبيائه فحيث قال لهم من عندنا قال له منا وحيث لم يقل لهم من عندنا قال له من عندنا.
فخصت هذه السورة بقوله منا لما تقدم في حقهم من عندنا في مواضع وخصت سورة الأنبياء بقوله من عندنا لتفرده بذلك.
قوله: {ذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد} وفي ق {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود إلى قوله فحق وعيد} قال الخطيب سورة ص بنيت فواصلها على ردف أواخرها بالباء والواو فقال في هذه السورة {الأوتاد} الأحزاب {عقاب} وجاء بإزاء ذلك في ق ثمود 12 {وعيد} 14 ومثله في الصافات {قاصرات الطرف عين} وفي ص {قاصرات الطرف أتراب} فالقصد للتوفيق بالألفاظ مع وضوح المعاني.
قوله في قصة آدم {إني خالق بشرا من طين} قد سبق. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال الألوسي:

سورة ص:
مكية كما روي عن ابن عباس وغيره وقيل مدنية وليس بصحيح كما قال الداني.
وهي ثمان وثمانون آية في الكوفي وست وثمانون في الحجازي والبصري والشامي وخمس وثمانون في عد أيوب بن المتوكل وحده.
قيل ولم يقل أحد إن ص وحدها آية كما قيل في غيرها من الحروف في أوائل السور وفيه بحث.
وهي كالمتممة لما قبلها من حيث إنه ذكر فيها ما لم يذكر في تلك من الأنبياء عليهم السلام كداود وسليمان ولما ذكر سبحانه فيما قبل عن الكفار أنهم قالوا لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين وأنهم كفروا بالذكر لما جاءهم بدأ عز وجل في هذه السورة بالقرآن ذي الذكر وفصل ما أجمل هناك من كفرهم وفي ذلك من المناسبة ما فيه ومن دقق النظر لاح مناسبات أخر والله تعالى الموفق. اهـ.

.قال ابن عاشور:

سورة ص:
سميت في المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة والآثار عن السلف سورة صاد كما ينطق باسم حرف الصاد تسمية لها بأول كلمة منها هي صاد بصاد فألف فدال ساكنة سكون وقوف شأن حروف التهجي عند التهجي بها أن تكون موقوفة، أي ساكنة الأعجاز.
وأما قول المعري يذكر سليمان عليه السلام:
وهو من سخرت له الإنس والجـ ** ـن بما صح من شهادة صاد

فإنما هي كسرة القافية الساكنة تغير إلى الكسرة لأن الكسر أصل في التخلص من السكون كقول امرئ القيس:
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

وفي الإتقان عن كتاب جمال القراء للسخاوي: أن سورة ص تسمى أيضا سورة داود ولم يذكر سنده في ذلك.
وكتب اسمها في المصاحف بصورة حرف صاد مثل سائر الحروف المقطعة في أوائل السور اتباعا لما كتب في الصحف.
وهي مكية في قول الجميع.
وذكر في الإتقان أن الجعبري حكى قولا بأنها مدنية.
قال السيوطي: وهو خلاف حكاية جماعة الإجماع على أنها مكية.
وعن الداني في كتاب العدد بأنها مدنية وقال: إنه ليس بصحيح.
وهي السورة الثامنة والثلاثون في عداد نزول السورة نزلت بعد سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} وقبل سورة الأعراف.
وعدت آيها ستا وثمانين عند أهل الحجاز والشام والبصرة وعدها أيوب بن المتوكل البصري خمسا وثمانين.
وعدت عند أهل الكوفة ثمانا وثمانين.
روى الترمذي عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم وعند أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من أن يجلس وشكوه إلى أبي طالب، فقال: يا بن أخي ما تريد من قومك؟ قال: «إني أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية» قال: كلمة واحدة، قال: «يا عم يقولوا لا إله إلا الله» فقالوا: أإلها واحدا ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، قال فنزل فيهم القرآن {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [صّ: 1] إلى قوله: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} [صّ: 7] قال: حديث حسن.
فهذا نص في أن نزولها في آخر حياة أبي طالب وهذا المرض مرض موته كما في أبن عطية فتكون هذه الصورة قد نزلت في سنة ثلاث قبل الهجرة.
أغراضها:
أصلها ما علمت من حديث الترمذي في سبب نزولها.
وما اتصل به من توبيخ المشركين على تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتكبرهم عن قبول ما أرسل به، وتهديدهم بمثل ما حل بالأمم المكذبة قبلهم وأنهم إنما كذبوه لأنه جاء بتوحيد الله تعالى ولأنه اختص بالرسالة من دونه وتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عن تكذيبهم وأن يقتدي بالرسل من قبله داود وأيوب وغيرهم وما جوزوا عن صبرهم، واستطراد الثناء على داود وسليمان وأيوب، وأتبع ذكر أنبياء آخرين لمناسبة سنذكرها.
وإثبات البعث لحكمة جزاء العاملين بأعمالهم من خير وشر.
وجزاء المؤمنين المتقين وضده من جزاء الطاغين والذين أضلوهم وقبحوا لهم الإسلام والمسلمين.
ووصف أحوالهم يوم القيامة.
وذكر أول غواية حصلت وأصل كل ضلالة وهي غواية الشيطان في قصة السجود لآدم.
وقد جاءت فاتحتها مناسبة لجميع أغراضها إذ ابتدئت بالقسم بالقرآن الذي كذب به المشركون، وجاء المقسم عليه أن الذين كفروا في عزة وشقاق وكل ما ذكر فيها من أحوال المكذبين سببه اعتزازهم وشقاقهم، ومن أحوال المؤمنين سببه ضد ذلك، مع ما في الافتتاح بالقسم من التشويق إلى ما بعده فكانت فاتحتها مستكملة خصائص حسن الابتداء. اهـ.